ماهو Self-Handicapping
عرقلة الذات (self-handicapping ) هوا الاستغراق في النشاطات التي قد تقوم بخفض مستوى تحصيلك . ولكن السؤال هوا : لما قد يقوم المرء بتصرف يكون ذا أثر سلبي على نفسه ؟ . اكتشف الباحثون اننا في سبيل محاولة البحث عن الرضا الذاتي قد تصل بنا المسألة لدرجة تجعلنا نتعمد القيام بتصرفات نحن نعلم جيدا انها ستعود علينا بالسلب . وذلك لكي نكون قادرين على خلق حجة او عذر لفشلنا .
على سبيل المثال . قد نسهر طوال الليل خارج البيت مع علمنا بوجود اختبار في اليوم التالي .وذلك لكي نستطيع القاء اللوم على أصدقائنا في حالة تحصيلنا لعلامات غير مرضية بالمرة. بدل ان نعترف بغبائنا .
ببساطة فإن قيامنا بعرقلة الذات قد يساعدنا على الحفاظ على الثقة في انفسنا ولكن قد يكون ذا أثر رجعي كبير على حياتنا .
والآن لنلقي نظرة ثاقبة على الأسباب والدوافع التي قد تأدي بنا لانتهاج مثل هذا السلوك وما هي الآثار المترتبة عليه .
ما الذي قد يدفعنا للقيام بهذا السلوك ؟
اكتشف علماء النفس اننا دائما ما نسعى للإلقاء اللوم على الظروف الخارجية في حالة الفشل على عكس ما نقوم به في حالة النجاح . قد تقوم العرقلة الذاتية بمساعدتنا في الاحتفاظ بالاحترام الذاتي ولكنها قد تأدي للقيام بتصرفات تقوم بخفض من نسبة التحصيل المتوقعة .
يسمي علماء النفس هذه الرغبة ب العرقلة الذاتية او self-handicapping . وهي عبارة عن قيامنا بمجموعة من الخيارات التي تجنبنا تحمل المسؤولية . في العادة يقوم الناس بخلق المصاعب التي يمكنهم دائما استخدامها كعذر في حالة فشلهم . لأنه من المؤلم حقا للنفس ادراكها لمدى ضعفها وعجزها . ولذلك فإنه يسهل عليها الانخراط فيما قد يعود بالسلب عليها . بدل من ان تواجه الحقيقة المرة.
قد يأخذ هذا التصرف العديد من الأشكال . في بعض الأحيان يكون عديم الأثر ولكن في أحيان أخرى قد نضطر للقيام بتصرفات في منتهى الخطورة .
فمثلا قد يقوم بالطالب بتأجيل القيام بواجباته الى آخر لحظة . او يقوم الرياضي بالسهر قبل المباراة . وأحيانا قد يقوم الناس بتعاطي الأدوية والعقاقير وحتى الانهماك الشديد في الخمر لنفس الغرض .
يميل الباحثون لربط نزعة العرقلة الذاتية بنزعة أخرى وهي self-serving والتي تعنى بمدح الناس لذواتهم في حال النجاح وذم الظروف الخارجية في حالة الفشل .
فالتنخيل انك قد قررت المشاركة في احد الماراثونات . وعلى إثر ذلك بدأت في اتباع حمية غذائية بالإضافة لأدائك التمارين بشكل يومي . ولكن قبيل الماراثون بدأت تساورك الشكوك في قدراتك على انهاءه . فبدأت في الإفراط في الوجبات السريعة بالإضافة لإهمالك التمارين . والنتيجة هوا تدهور حالتك البدنية , والصحية .
فبعد لجوئك لنزعة عرقلة الذات . بت الآن قادرا على لوم تخمتك وضعف حالتك البدنية . بدلا من الاعتراف بعجزك.
أبحاث على نزعة عرقة الذات :
تم وصف هذه الظاهرة لأول مرة من قبل ستيفن برجلاس(Berglas ) و إدوارد جونز في أحد الدراسات التي أجريت في عام 1978 . حيث تم اختيار عينات عشوائية من الطلبة . وتقسيم الطلاب الى مجموعتين .
المجموعة الأولى أعطيت مسائل سهلة . مقارنة بالمجموعة الثانية حيث تم إعطائها مسائل غير قابلة للحل .
ولكن تم اعلامهم جميعا بحسن بلائهم في الاختبار . مما خلق حالة من الريبة والشك في نفوس المجموعة الثانية.
“هؤلاء الأشخاص تم اعلامهم أنهم عباقرة حتى دون ادراكهم لكيفية حدوث ذلك ” هذا ما قاله الدكتور برجلاس(Berglas ) لصحيفة نيويورك تايمس عام 2009 .
وبعد ذلك تم تخيير جميع المتطوعين ما بين تعاطيهم لمحسنات او مثبطات للإداء قبل بدئهم في الاختبار الثاني . وكانت الصدمة ان ما يقارب 70 في المئة من المجموعة الثانية التي تم إعطائها مسائل غير قابلة للحل آثروا تعاطي المثبطات . في مقابل 13 في المئة من المجموعة التي تم إعطائها مسائل سهلة .
ولكن لما قد يلجا الشخص لتعاطي ما قد يسبب ضعف في مستوى أدائه . اقترح العلماء انه عندما يكون الشخص شديد الثقة في قدراته فهوا يميل لتعاطي ما قد يحسن من مستواه اكثر. ولكن في حالة تشككه فهوا يميل لمحاولة تثبيط قدراته بغية إيجاد مسببات خارجية تمكنه من القاء اللوم عليها بدل تحمل أعباء فشله .
ماهي الآثار :
الغرض الأساسي من نزعة عرقلة الذات هوا الحفاظ على الثقة في النفس واكتشف العديد من الخبراء ان ذلك في الحقيقة فعال . كما ان الأِشخاص الذين لديهم ثقة عالية في أنفسهم يلجؤون كثيرا لهذا السلوك . فمعظم الأشخاص قد يقومون بذلك بشكل تلقائي . فنحن نميل بشكل لاواعي لاختلاق العديد من الأعذار حتى دون أي محاولة جادة.
رغم ان ذلك قد يساعدنا الى حد ما على الحفاظ على الثقة في النفس . ولكن ذلك قد يؤدي على المدى البعيد الى العديد من المشاكل . لأنه ان استمر المرء في خلق حواجز تمنعه من النجاح . فمن المستحيل له ان يستغل كل الفرص التي تتاح امامه . والمشكلة ليست انها قد تعيق طريقك ولكنها أيضا قد تقوم بجعلك تبدأ في احتقار ذاتك فلا أحد يحب ان يكون متحايلا .
اكتشفت الباحثة Sean McCrea ان عرقلة الذات قد تقوم بخفض دافعيتك للإنجاز كما تخفض من رغبتك في تحقيق أي نجاح مستقبلي . في مجموعة من التجارب قام الباحث بالتلاعب في نتيجة اختبار الذكاء لمجموعة من الطلاب. ثم قاموا بتخيير بعض الطلاب ما بين الانضمام الى دورة تدريبية او ان يتم اختبارهم مباشرة دون تدريب.
والنتيجة كانت ان الطلاب الذين اخبروا بأن درجاتهم على قدر كبير من السوء لم يلبثوا حتى تحججوا بعدم كفاءة تحضيرهم للاختبار. وفي تجارب لاحقة وجدت الباحثة ان نفس الأشخاص الذين قاموا بالتعذر(سواء بسبب تشتتهم او افتقارهم للتدريب الكافي ) . كانوا اقل دافعية للدراسة من الأشخاص الذين تعففوا عن خلق الأعذار.
“العرقلة الذاتية جعلتهم يظنون انهم في احسن حال ” هذا ما قالته الباحثة ” ولكن دون وجود أي رغبة في ان يتحسنوا بشكل فعلي ” .
بالإضافة الى انهم وجدوا أيضا المزيد من الأعراض الجانبية لمسألة عرقلة الذات مثل :
. وجد الباحثون ان الطلاب الذين يميلون للعرقلة الذاتية كانت عدد ساعات دراستهم اقل من غيرهم .
. بشكل العام وجد ان المعرقلين الذاتيين معدلهم منخفض بكل عام.
. لوحظ أيضا انهم يميلون لتعاطي الكحوليات بالإضافة لانخراطهم في أنشطة شديدة خطرة.
. بالإضافة الى ان هذا السلوك قد يكون بالغ الضرر على علاقات الشخص الاجتماعية. لإنه في العادة ما يتم النظر لهم على انهم (متحايلون).
تخلق الأعذار قد يساعد الأشخاص على الحفاظ على ثقتهم في أنفسهم ولكنه يسبب لهم خسائر فادحة في نفس الوقت. خلق العقبات امام طرق النجاح قد يولد لدينا العديد من الأعذار في حالة عدم نجاحنا ولكنه في نفس الوقت يزيد من فرص اخفاقنا . هل تشعر الآن برضى عن نفسك ام انك مستعد لبدأ تحمل جميع عواقب فشلك ؟ . يقترح الباحثون انه من المحتمل عن توقفك عن هذا السلوك ان يتم ضرب كرامتك وثقتك في نفسك بشكل مؤقت ولكن توقفك عنه قد يزيد بشكل فعلي من فرص نجاحك
المصدر: https://www.verywellmind.com/self-handicapping-protecting-the-ego-at-a-cost-4125125