مراجعة الكتاب : الأمير لميكافيللي

 في السياسة اعتدنا دائما على رؤية العديد من صور الخداع والمكر . ولكن هل ذلك امر سيء بالضرورة ؟ .

هذا ما يناقشه الكتاب الذي اعتبر المرجع الأول للعديد من الدكتاتوريين المعاصرين أمثال هتلر في المانيا وموسوليني في إيطاليا وغيرهم . يناقش الكتاب بعض المفاهيم التي قد يجد البعض صعوبة في تقبلها .

فمثلا هل يمكن للحاكم ان يجمع بين الصلاح في حكمه والصلاح في نفسه ؟ . يطرح الكاتب فكرة ان الحاكم الناجح لابد له من القيام بأمور وحشية وغير إنسانية لثبات حكمه . ولكن في نفس الوقت عليه اظهار الصفات الحميدة لشعبه حتى وإن لم تكن فيه . اذن فليس من المستغرب ان تكون الكنيسة قد منعت وجود هذا الكتاب لمدة قرنين .

 يطرح الكتاب فكرة ان العالم الذي نعيش فيه مختلف تماما عن العالم الذي نتمناه . فمثلا في مفاضلته الشهيرة بين ان يصبح الحاكم مهابا او محبوبا. فإن الكاتب يشجع الحكام على الجمع بين الصفتين ولكن ينبه على ان ذلك شبه مستحيل . فلذلك ان خير الحاكم بين الصفتين فالأولى له ان يصبح مهابا على ان يصبح محبوبا . لأن الخوف في نظره اكثر فاعلية . دون ذكر انه صاحب المقولة الشهيرة : الغاية تبرر الوسيلة .

هذا الكتاب يعتبر احد الكتب التي اثارت جدلا واسعا بين الناس . وقد نجد نحن كمسلمين صعوبة خاصة في تقبل العديد من أفكاره لتعارضها المباشر مع الدين . ولكن يظل الكتاب مهما جدا لمعرفة ادراك الطريقة التي قد يفكر بها العديد من السياسيين المعاصرين .

Sharing is caring!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *