ما هو اضطراب الوسواس القهري (OCD)

من وقت لآخر، قد نقوم بالتحقق أكثر من مرة فيما إذا احكمنا من إغلاق الباب ام لا، وليس من الغريب ان تراودنا على حين فجأة العديد من الأفكار التي تدعونا من النفور ليس من انفسنا فقط بل من الحياة بأجمعها. بينما تستمر الحياة لدى غالبية الناس دون ان تعاودهم هذه الأفكار من جديد، ولكن بالنسبة للمصابين بالوسواس القهري (OCD) فمثل هذه الأفكار لا تنفك تتكرر حتى تقطع عنهم أي سبيل لراحة البال.

يصنف OCD كأحد مظاهر القلق المرضي، فالأشخاص المصابون بهذا الإضراب يمرون بمراحل قلق شديدة جدا نتيجة استحواذ فكرة معينة على أذهانهم. فلذلك فإنهم غالبا ما قد يلجئون لطقوس خاصة كمحاولة منهم للحد من قلقهم الناتج عن التكرار الشديد للأفكار المزعجة.

أعراضها

الوسوسة القهرية هيا عبارة عن أفكار او تصورات قد تكون غير مرغوبة او مثيرة للقلق والتوتر على نحو كبير، (ماذا لو اصبت بمرض مميت) او (ماذا لو تحرشت بطفل صغير او انتهى بي الحال بقتل شريكتي) , ولكنها ترفض في ان تتركنا في سلام . السلوك القهري هوا عبارة عن مجموعة من التصرفات تهدف للحد من شدة القلق، وفي العادة ما يتم الجمع ما بين السلوك القهري والتفكير الموسوس. فعلى سبيل المثال ان كنت موسوسا من الوساخة فقد تشعر كأن هناك قوى تجبرك على غسل يدك بشكل متكرر دون وجود حاجة فعلية لذلك.

من أكثر الناس عرضة لذلك؟

تشير الدراسات بأن هناك ما يقرب 2.5 في المئة من الناس مصابون بOCD. كما انه لا يفرق بين رجل او امرأة وبالإضافة أن جميع الأعراق والثقافات معرضة أيضا لنفس الإضراب. في العادة ما تبدأ ملامح الإضراب في أواخر مرحلة الشباب كما أن المراهقين أيضا عرضة لذلك . ولكن في العادة ما يعجز الآباء والمعلمين عن ملاحظة اعراض هذا الإضراب نظرا للمجهود الجبار الذي قد يبذله المراهق في سبيل مواراة علته.

يجب أيضا على الآباء أن يكون على وعي بما إذا كان الوسواس قد نشأ مع الوقت ام انه كان بسبب إصابة في التهاب للحلق، حيث يقوم الجهاز المناعي خطأ بإحداث ضرر في الدماغ. تسمى هذه الحالة:

Pediatric Autoimmune Neuropsychiatric Disorder (PANDAS)

تساهم هذه الحالة فيما يقرب 25% من حالة OCD. حيث انها على غرار حالات الوسواس الطبيعية التي تتطور بمعدل بطيء. فإنها تنموا وتظهر بشكل سريع بالإضافة لاحتوائها على العديد من الأعراض المختلفة التي قد لا تظهر على المصابين بالوسواس الطبيعي.

ولكن يبقى السؤال: ماهي مسبباته؟

في العادة ما تبدأ اعراض OCD بشكل متدرج ولكنها قد تستمر طوال العمر إذا لم يتم علاجها. كما ان الأسباب التي تسبب التوتر كثيرة، فالضغوطات الناشئة بسبب قلة الفرص الوظيفية او حتى بسبب العلاقات، او المشاكل الدراسية. كما ان الأمراض التي يصاب بها المرء اثناء طفولته قد تكون ذا أثر كبير في نشأة OCD. صحيح اننا لم نتمكن بعد من اكتشاف الجين المسؤول تحديدا عن ظهور OCD ولكن يمكننا على الأقل ان نربطه بمجموعة من الجينات. وقد تكون مسألة شديدة الخطورة خاصة ان كان الأهل لديهم تاريخ طويل من الاضطرابات.

يصف الأشخاص الأكثر عرضة لOCD صعوبة بالغة في ضبط أفكارهم و يعتبرون الأفكار الغريبة التي تراودهم دلالة على ميولهم لفقدان السيطرة او اصابتهم بالجنون.

ومع الوضع بالاعتبار اننا جميعا قد تأتينا مثل هذه الأفكار عند تعرضنا للضغوط، فإن الأشخاص المعرضين للإصابة ب OCD يواجهون صعوبة كبيرة في نسيان او تجاهل مثل هذه الأفكار. بل وبما أن هذه الأفكار قد تكون شديدة الخطورة فإن المعرضون للإصابة ب OCD قد يولونها اهتماما بالغا مما يدخلهم في دوامة شديدة من القلق.

كما ان OCD قد يتم تفسيره من ناحية بيولوجية، بالرغم انه كان من المعتقد انه نتاج عن عيب او اضطراب في الشخصية، فإنه من الواضح والجلي الآن , ان الإضرابات أمثال OCD,لديها روافد بيولوجية. واحدة من النظريات تقترح ان OCD نتج عن عطب في أحد الوظائف الدماغية التي تقوم بعمل تصفية للأفكار والانفعالات التي نواجهها يوميا. بمعنى انه ان كنت أحد المصابين ب OCD فإن عقلك سيواجه حيرة كبيرة في تحديد أي الأفكار التي يفترض عليه ازالتها. وكنتيجة، قد تصاب بالوسوسة القهرية. ولذلك فإن الدلائل تشير ان هذا العطب قد يكون ناتجًا عن اضراب في مستوى السيروتونين في الدم.

العلاج

هناك العديد من الأدوية التي لها أثر فعال من خفض حدة وتكرار اعراض OCD. مثل بروزاك(fluoxetine)،باكسيل(paroxetine), زولوفت(sertraline)، و انافرانيل(clomipramine)، جميع هذه الأدوية تأثر على مستوى السيروتونين في الدم .

بالإضافة الى ان الجلسات العلاجية أيضا ذات كفاءة عالية أيضا في الحد من اعراض الاضطراب. حيث يحاول المعالج في هذه الجلسات تغيير سلوك المريض مع تغيير تفكيره. ومن اكثر أنواع الجلسات العلاجية استخداما هي الجلسة السلوكية والمعرفية (CBT) و جلسات التعريض والمنع المستمر (ERP) وفي العادة ما يتم استخدام هذه الجلسات بشكل مفصل او تكون مرفقة مع الأدوية التي ذكرناها.

المصدر: https://www.verywellmind.com/what-is-obsessive-compulsive-disorder-ocd-2510675

ترجمة : أحمد عزمي

Sharing is caring!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *